عروس الرمال .. مدينه من ذهب ... منقول من الراكوبه

عروس الرمال ... مدينة من ذهب 2

بشرى مكى
albushramakki@gmail.com

الأندية الرياضية قديمة جدا في مدينة الأبيض وولدت مبكرا منذ عام 1918 وعميدها نادي الأعمال الحرة الذي كان له مساهمات مقدرة في الحركة الوطنية وحركة الاستقلال ويوحى شعاره المميز لصقر يقطع السلاسل ايذنا بالطيران الحر في الفضاء والتحق بعضوية مناضلين وطنيين غيورين وكان النادي شعلة من النشاط الادبى والرياضي والثقافي وكان من أعضاءه البارزين صداح كردفان الشاعر الفنان محمد عوض الكريم القرشي وعبد الرحمن أحمد سعد ( غشيم ) الكاتب الصحفي الشهير . وأرجو من المعاصرين والمهتمين من أبناء الأبيض أن تنفتح شهيتهم وتستدعى ذاكرتهم تاريخ هذا النادي العريق للتوثيق لهذه الفترة المهمة من تاريخ السودان الوطني وتاريخ الابيض الذي لاينفصل عن وهجه عن شعلة الحرية والاستقلال وكان نشاطه الرياضي متقدا ولعب له في تاريخه البعيد – نذكر منهم _ الحاج خيال واحمد عثمان ( الدبابة) .
النادي الأهلي أو كما يسميه أهل الابيض( فريق )أولاد جادين نسبا لعائلة جادين الشهيرة والعريقة بالأبيض وذلك لمساهمتهم العائلية ضمن تأسيسه واللعب فيه بأكثرية عدديةلابناء جادين ومنهم بابكر جادين وعبد الوهاب جادين ( بوب) ,احمد جادين ( الكوتش) ومحمد جادين (محمدو) أشهر حارس مرمى بالأبيض وأطول حارس مرمى بالسودان وشاركهم أبناء العمومة والجيران من أبناء الحي أولاد فرج الله محي الدين وعبد الله(لاعب المنتخب القومي) وأخيرا فتحي فرج الله (لاعب ومدافع المريخ الأمدرمانى الشهير) ولعب له أيضا في تاريخه الناصع كمال قدم الخير (ابونبله) والتجانى دقينتو وحمدت الله وخليفة والجيلى عبد الفضيل والخير حاج حمد كانت مشاركة أولاد شجر كبيرة في النادي والفريق لوجودهم في نفس الحي ومنهم ناصر وعثمان وعبد الباقي وكان النادي قليل الجماهير لارتباطه بالعائلة والحي ولكنه نافس بقوة وشراسة في دوري المدينة والدوري السوداني ونال شهرة كبيرة .ومن أشهر رؤساءه مصطفى بلل واللواء مصطفى عثمان .
الموردة اللعابة كل الفرق بتهابها هذه الأهزوجة الرنانة التي يتغنى بها مشجعوه ومحبوه من أبناء النادي فريق ( حي) القيقر والرديف وله تاريخ عريق بالمدينة وكان فاكهة المنافسات والند القوي والشرس لكل الفرق الرياضية وأول فريق بني له ناديا خاصا به في حي الرديف أبان رئاسة حسن سليمان عبيد ولعب له الكثيرين عبر أجيال متتالية ومنهم بشير نمر وحولي وعوض حركة و حيدر عثمان ويحيى الجاك ( أبّا) والمايسترو والخبير الرياضي أحمد بابكر فيلسوف الكرة السودانية والمدرب العالمي الذى طور فكره وعلمه الكروي واضاف أفكار جديدة في مجال الناشئين ومدارس كرة القدم لاحقا . وود الشاويش وضلمان ومكي الجاك ( كاشانى) ويوسف عثمان وعبد الرحمن عطية ( الطوربيد)وجيل عظيم من أبناء الرديف سطروا أسماؤهم بأحرف من نور في تاريخ النادي والرياضة بالأبيض .ومن أشهر مشجعي فريق الموردة الحاج ابراهيم مجالس وإخوانه خليل و عبد الله ولهم مطعم شهير بالأبيض وقهوة حملت اسمهم وأصبحت منتدى اللقاء لجماهير النادي بل ولكل الطيف الرياضي بالمدينة لما تسوده هذه اللقاءات بعد المباريات من تعليقات ودودة وروح مرحة وكثيرا ماتجد لاعبي كرة القدم المورداب في المطعم جنبا إلى جنب مع منافسيهم ونظرائهم من الفرق الأخرى في اندماج أخوى رائع ومنهم أيضا التوير وكونجو وشارلي وعبد الله الجاك .
المريخ النجم الأحمر الذي ارتبط منذ تأسيسه بأبناء الشويحات ( عيال نجم ) وقد تطور منذ بدايته سريعا لتوفر عناصر النجاح الادارى واللاعبين والتمويل وهو من الأندية القديمة بمدينة الابيض وله صولات وجولات في ميادينها ومنافس شرس تضع له الأندية المنافسة حساب كبير وله جماهير ساندته دائما ووقفت خلفه ودعمته وقد امتاز الفريق باستقراره وانسجام أعضاءه لوجود قيادات إدارية متمرسة وواعية كان منهم بابكر الشيخ والفاتح طه والتمارى ( الريس )وابن الشويحات المستشار القانوني مولانا محمد على المرضى ورجل الأعمال عثمان السيد عبد الباقي والشيخ مالك ( أبوجون)و كثيرين من محبي المريخ من التجار والموظفين وضباط الجيش المنقولين إلى الابيض ولعب له في تاريخه القديم حبيب شاشاتي و نور الهدى لحراسة المرمى وإمام وخليل زورق وخليل الزلعى وحسن ومكاوي الرضى للدفاع وصلاح الرفاعى وأولاد جودت الله صلاح ومحمد ( وهم من أبناء الشويحات) وحسن بابكر الفكي( كبير) شقيق الكوتش أحمد بابكر وعمر (طبجى) ومحمد حمزة تبن( كجنكى)وعلى مصطفى حمزة ومعاوية أبوجوه وقد بني المريخ ناديا كبيرا بوسط المدينة منطقة السوق وذلك بعد تخصيص أراضى لبناء الأندية من قبل البلدية والتحاد المحلى .وقد أفاد النادي كثيرا في دعم موارده المالية بوجوده في هذه المنطقة واستثماره لموقعه بتأجير محلات ضمن منظومة السوق. من جماهيره الفكهين محمد ود التوم ( تومى ) ومنولي وديمتري أولاد الخواجا دوكا من أبناء الابيض الاغاريق ومجموعة أبناء الأقباط جيران النادي القدامى .
ثم يأتي واسطة العقد الرياضي بالمدينة فريق الهلال العريق الذى تسيد الساحة الرياضية والجماهيرية والذى يعود تاريخ تأسيسه الى بواكير الحركة الرياضية والوطنية بالإقليم وقد انتمى اليه من الرياضيين الكثيرين اداريين ولاعبين لمعت منهم اسماء بقيت خالدة في تاريخ الادارة والرياضة منهم حسن بابكر ومعاوية دوليب وعثمان كشولا وحافظ عبد الهادي ومحمد عبد الرحمن وعمر مصطفى وقائمة تطول من خيرة اللاعبين ورفد الى أندية العاصمة من الاداريين والرياضيين من أضاف الى مسيرة الكرة السودانية الكثير ولو لا أن شهادتي مجروحة تجاه الهلال لكانت للهلال مساحة أكبر وكفى بتاريخه شاهدا .
ومن الأندية الرياضية والاجتماعية التي جمعت ابناء الأحياء كانت فرق الترسانة لأبناء الربع الأول وفريق الحضور وفريق الرفاق لأبناء فريق القبة العريق وفريق شيكان لأبناء الربع الخامس وفريق الفجر لأبناء المريم والدباغة والمعاصر وفريق الربيع لأبناء فلاته منهم باكو ويوسف ( عدو نفسه )الذين شاركوا وانصهروا في منظومة الابيض الفريدة وفريق التحرير الذى ارتبط بأيوب الرياض السودانية السر ابودومة ولاعبه الفذ فاروق جيمس والذى جمع بين صفوفه تنوع ابناء أحياء الابيض , وكانت هذه الفرق الرياضية ذات حضور قوى وسط الكبار ولها جماهيرها ودورها الاجتماعي والثقافي والرياضي وتمثل جميعها نهضة أضافت الى المدينة ألقا وسطوعا محليا وإقليميا وعلى مستوى السودان لمشاركاتها في المنافسات القومية ورفدها لخيرة ابنائها لأندية العاصمة والفريق القومي أمثال أحمد جادين وعبد الله وفتحي فرج الله وعثمان الطيب وحمودة ومنصور بشير تنقا ويحيى الأمين ومن الاداريين عبد الله رابح وسليمان دقق وعوض محمدانى ومحمد المأمون وطارق عطا الحاج عيسى والحاج الدرديرى وفيصل محمد عبد الله كما استوعبت تنظيماتها الادارية واتحاد كرة القدم العريق فيها خيرة الاداريين من ابناء السودان القادمين للعمل فيها موظفين وادايين ومدربين ساهموا جميعا على رفعة وترقية العمل الرياضي بالمدينة بما يوازى وينافس الأندية العاصمية وأصبحت رافد مهما وشريانا مغذيا لها وقد كان للأبيض نصيب من زيارات الفرق العالمية الزائرة للسودان . كما ان الاهتمام بقطاع الناشئين كان نشيطا ومتواجدا وكونت فرق منتظمة ومؤهلة أمثال فرق شيلي والأولمبي والتضامن والزمالة لتكون روافد معطاءة للفرق الكبرى وخلقت تواصلا للأجيال اثرى الجانب الرياضى كثيرا .
هذه لمحات توثيقية لمدينة من ذهب حفظتها تجاويف الذاكرة وتجترها كلما جار الزمان عليها وطالها الاهمال والتردي لنعلم ماذا كانت وما آلت اليها هذه المدينة الرائعةالجميلةبأهلهاوطبيعتهاوماضيها .
الى حلقة قادمة من عروس الرمال مدينة من ذهب .

» عروس الرمال
» الابيض ... عروس الرمال ... تاريخيا
» انقذو مدينه النهود قبل فوات الاوان