شن جهاز الأمن السوداني هجوماً غير مسبوق على تجار العملة بالسوق الموازي "الأسود" وتوعد المضاربين بإجراءات صارمة لا هوادة فيها، وشهد وسط الخرطوم أمس اختفاء كاملاً لـ"السريحة" المتعاملين في السوق الموازي أو الأسود، لتخوفهم من الاعتقال.
وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني؛ محمد عطا، في تعميم صحفي نشرته صحف الخرطوم يوم الجمعة، إن شبكات المضاربة وتجارة العملات بالسوق السوداء مرصودون من السلطات المختصة وأن الإجراءات التي بدأها الجهاز ضدهم ستتواصل وستطال كل القوى المخربة للاقتصاد الوطني.
وقال عطا إن الارتفاع الحالي في أسعار العملات الأجنبية غير حقيقي ولا يعكس الواقع وإنما تسببت فيه مزايدات المضاربين، مشيراً إلى تورط شركات وأفراد ستطالهم يد الجهاز في سياق مسئولياته عن حماية البلاد ومقدراتها الاقتصادية.
وطالب مدير جهاز الأمن الشركات والأفراد بالالتزام والتقيد بتوجيهات البنك المركزي ومنشوراته المنظمة للتعامل في النقد الأجنبي، مشدداً على أن أي خروج أو تحايل على تلك الإجراءات سيواجه بالحزم اللازم لحماية الأمن القومي للبلاد.
وشهد سعر الجنيه السوداني خلال اليومين الماضين انخفاضاً كبيراً في قيمته مقابل الدولار في السوق الموازي وتجاوز سعر الدولار يوم الخميس، للمرة الأولى حاجز السبعة جنيهات.
وبلغ معدل التضخم السنوي 46.5 بالمئة في نوفمبر الماضي مقارنة مع 15 بالمئة في يونيو 2011 وهي آخر بيانات قبل انفصال الجنوب بسبب فقدان ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط وفقد السودان 70% من إنتاج النفط البالغ 480 ألف برميل.