الحركة الإسلامية والتدافع ولاية شمال كردفان.. صراع السلطة أنموذج ..!!
تقرير: عيسى جديد:
الحركة الإسلامية بعقد مؤتمراتها الشورية أحدثت حراكاً واسعاً وسط منتسبيها في كل قطاعاتها المختلفة وعلى امتداد ولايات السودان وهي تعد نفسها لمؤتمر عام يعتبر الثامن في تاريخها، غير أن الشاهد يرى بوضوح أن هناك الكثير من الاختلاف في وجهات النظر في كثير من قطاعاتها الولائية بدأت تظهر في العلن وتخرج هواءها الساخن ممثلة في الشباب وبعض الأفراد وعلى مستوى المحليات والولايات، البعض يعد هذه الظاهرة صحية في أدب الاختلاف والآخر يراها خطيرة وبذرة شقاق أخرى للحركة الإسلامية.
ولاية شمال كردفان إحدى الولايات التي شهدت صراعاً داخل الحركة الإسلامية وإن لم يكن صوته عالياً لكن همسات الخلاف بدت واضحة في انقسام مجموعة من أعضاء الحركة الإسلامية والحزب الحاكم المؤتمر الوطني في إطار الدفع بقيادات جديدة للحركة الإسلامية بالولاية، وكذلك هناك صراع قد لا يبدو ظاهراً في صورة مذكرات في طريقها للمركز بحسب مصادر أبلغت «آخر لحظة» وأن تلك المجموعات لها رأي في قيادة الحزب الحاكم بالولاية وإخفاقها في العمل التنفيذي والتشريعي، وزادت تلك المصادر بأن هنالك أيضاً من يحاول أن يشكك في انتماء الفريق أول محمد بشير سليمان للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني رغم تاريخه الواضح عبر أدائه في المؤسسة العسكرية ودورها الرائد في أسلمة القوات المسلحة ورباطه في منطقة جيل أولياء العسكرية في بدايات الإنقاذ.
مراقبون يرون أن هذا الخلاف في حزب المؤتمر الوطني ليس في ولاية شمال كردفان فحسب، بل طرح أيضاً في ولاية جنوب دارفور وشمال دارفور وكذلك ولاية البحر الأحمر والقضارف في عملية تدافع نحو السلطة ونيل رضا المركز.
وتحدث إلينا أحد أعضاء الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان وعضو شورى الولاية والذي فضّل حجب اسمه قائلاً إن ما يحدث في الولاية من تدافع الحركة الإسلامية سبب تمترس الأمين السابق للحركة الإسلامية لدورتين متتاليتين، وخلال هاتين الدورتين لم يتحقق على أرض الواقع أي إنجاز له على مستوى هيكلة الحركة الإسلامية أو على مستوى الدعوة والتربية والإصلاح، وهذه هي الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها الحركة الإسلامية، والآن نحن على مشارف الدورة الثالثة ما زال البعض يؤيده ويدفع به بينما الغالبية ترفض ذلك وتريد التغيير والتجديد وترى أنه لابد من قيادة شبابية جديدة لها دورها البارز في العمل الإسلامي والدعوي ولهذا هي رشحت الشاب نصرالدين الوسيلة نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية أم روابة وعضو المجلس الوطني في إحدى دوراته، وعضو المجلس التشريعي ورئيس لجنة الشؤون القانونية شمال كردفان في الدورة التي كان فيها، ويرى مصدرنا أن المجموعة التي تقف ضد مرشح الأغلبية الأستاذ نصر الدين الوسيلة قد أغرتها السلطة ونسيت الشورى وقرار الأغلبية، فهي تدفع بما لديها من سلطة لتوقف هذا الترشيح وتتهم حتى الذين لهم دور كبير في إثراء الحركة الإسلامية أمثال الفريق محمد بشير سليمان أحد أعمدة الحركة الإسلامية في القوات المسلحة بأنه ليس من الحركة الإسلامية في محاولة لخلط الأوراق وإيقاف التغيير والتجديد الذي يرغب فيه الجميع.. مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية هدفها ليس الدنيا، بل الآخرة ولا تخضع للجهوية أو القبلية وأن ما بدر عن قلة من الذين يروجون لمثل هذه الأحاديث ويرفضون رأي الأغلبية لا يمثل كل الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان.. رغم اتباع سياسة الترغيب والترهيب للوقوف ضد ترشيح رأي الأغلبية والشورى، فهل تعي الحركة الإسلامية في ولاية شمال كردفان مآلات الاختلاف ولا تئد الشورى في أروقتها وهي تستعد لمرحلة جديدة على مستوى السودان!!